Mostafa المدير العام
عدد المساهمات : 699 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 11/01/2010 العمر : 58 الإقامة : Egypt
| موضوع: أبو الريحان البيروني.. عالم فيزيائي الجمعة فبراير 26, 2010 8:04 pm | |
| أبو الريحان البيروني.. عالمفيزيائييُعد القرن الرابع الهجري العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية منحيث التقدم العلمي؛ فقد تَوَّج العلماء المسلمون العلوم التطبيقية والبحث خلالهبالاكتشافات الرائعة، خاصة بما اهتدوا إليه في مجال الفيزياء؛ وذلك كما في الأصوات،وقوس قزح، والكسوف والخسوف، والظلال، بالإضافة إلى مخترعاتهم في علم الحيل.وقد كان على رأس قائمة العلماء الذين اشتغلوابالفيزياء: ابن الهيثم وأبناء موسى بن شاكر، والخازني، وابن ملكا، وغيرهم ممن يصعب حصرهم، وقدأسهم هؤلاء جميعًا في تطور علم الفيزياء بفروعه المختلفة بنسب متفاوتة، ولم يكنهناك من يفوقهم في أية أمةٍ عاصرتهم.. وهذه نبذة سريعة تُنوِّه بجهبذٍ منهم، هوأبو الريحان البيروني.البيروني.. العالم الموسوعييُعتبر البيروني أحد ألمع الوجوه التي يمكن أن تعتز بهاالثقافة العربية من خلال تاريخ الفكر الإسلامي وأكثرها جاذبية، وعلى الرغم من أناسم البيروني يحتل مكانته من الأدب العربي في ميدان الجغرافيا والرحلات، إلا أنهيتبين لنا من خلال المصنفات التي سنراها أنه كان رياضيًا وفلكيًا وفيزيائيًا،وفيلسوفًا، وشاعرًا وأديبًا، وعالم اجتماع ومؤرخًا!!نعم كان كل أولئك، وبرز في كل فروع المعرفةالإنسانية هذه، وبعبارة أخرى: كان مؤلِّفًا انتظمنشاطه كل دائرة العلوم المعاصرة له،والتي تحتل بينها العلوم الرياضية والفيزيائية مكانة الصدارة عنده!وقد وصفه جورج سارتون في كتابه (مقدمة لدراسة تاريخ العلم)بقوله: "كان رحّالة وفيلسوفًا، ورياضيًا، وفلكيًا، وجغرافيًا، وعالمًاموسوعيًا، ومن أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم".كما وصفه المستشرق الألماني سخاو بقوله: "أعظمعقلية عرفها التاريخ".إنه أبو الريحان أحمد بن محمد البيروني الخوارزمي، الذي ولد فيبلدة بيرون، إحدى ضواحي مدينة (كاث) عاصمة الدولة الخوارزمية، سنة (362هـ 963م)، والذي اطلع على فلسفة اليونانيينوالهنود، وعلت شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره.كان لمؤلفاته اليد الطُّولى في صناعة أمجاد عصرالنهضة والثورة الصناعية في العالم الغربي؛ فقد حدَّد بدقة خطوط الطول وخطوط العرض، وناقش مسألة ما إذاكانت الأرض تدور حول محورها أم لا، وسبق في ذلك جاليليو وكوبرنيكوس، كما وضع قاعدة حسابية لتسطيح الكرة، أي نقل الخطوط والخرائط منالكرة إلى سطح مسطح وبالعكس؛ وبهذا سهل رسم الخرائط الجغرافية.. إضافة إلىالاكتشافات الأخرى العديدة في مجال الطبيعيات كما سنراها.وقد رحل البيروني إلى الهند وأقام فيها بضع سنين، نتج عنهاكتابه الطائر الصيت، المعروف بكتاب الهند، والموسوم بـ (كتاب البيروني في تحقيق ماللهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) أودع فيه نتيجة دراساته من تاريخوأخلاق وعادات وعقائد وآداب وعلوم الهند، ومن جملتها ما كان عندهم من المعرفةبصورة الأرض.ويصف المستشرق روزن منذ أكثر من سبعين عامًا هذاالكتاب بأنه "أثر فريد في بابه، لا مثيل له في الأدب العلمي القديم أوالوسيط، سواء في الغرب أم في الشرق"!!وغير كتابه السابق كان للبيروني أيضًا كتب أخرى كثيرة ومهمة فيضروب مختلفة من العلم؛ ففي الجغرافيا ألَّف: تصحيح الطولوالعرض لمساكن المعمور من الأرض، وتحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن،أمَّا في التاريخ فله: تصحيح التواريخ، والآثار الباقية عن القرون الخالية.وفي الفلك كان له مؤلفات عديدة، مثل: الاستشهاد باختلاف الأرصاد، واختصار كتابالبطليموس القلوذي، والزيج المسعودي، والاستيعاب لوجوه الممكنة في صنعة الإسطرلاب،وتعبير الميزان لتقدير الأزمان، وقانون المسعودي في الهيئة، وفي الرياضيات أُثِرَعن البيروني مؤلَّفات عِدَّة كاستخراج الكعاب والأضلاع وما وراءه من مراتب الحساب،وكتاب الأرقام.ورغم اهتمامه بالعلوم التطبيقية، إلا أن البيروني كان ذا باعٍ طويلفي الأدب أيضًا؛ لذا كتب شرح ديوان أبي تمام، ومختار الأشعار والآثار. كما كانصاحب مؤلَّفات عديدة في الفلسفة، مثل: كتاب المقالات والآراء والديانات، ومفتاحعلم الهند، وجوامع الموجود في خواطر الهنود، وغير ذلك العشارت من المؤلَّفاتالضخمة.وبهذه المؤلفات يكاد البيروني يكون قد ألَّف في كل فروعالمعرفة التي عهدها عصره؛ فقد كتب في الرياضيات والفلك والتنجيم والحكمة والأديانوالتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والأحياء والصيدلة.البيروني والطبيعيات
إضافة إلى ما سبق كان للبيروني اهتمام خاص بمجال الطبيعيات،حيث اهتم بالخواص الفيزيائية لكثير من المواد، وتناولت أبحاثه علم ميكانيكاالموائع والهيدروستاتيكا، وقد لجأ في بحوثه إلى التجربة وجعلها محورًالاستنتاجاته، كما انضم مع ابن سينا إلى الذين شاركوا ابن الهيثم في رأيه القائلبأن الضوء يأتي من الجسم المرئي إلى العين.وقد كان من جملة اهتمامات البيروني بالخواصالفيزيائية للمواد التي وردت في كتب متفرقة،كالقانون المسعودي، والجماهر فيالجواهر، وصفه للماس بأنه جوهر مُشِفّ، وأنه صلد يكسر جميع الأحجار ولا ينكسر بها،وهذه صفة فيزيائية مميزة للماس حيث يستخدم حتى الآن لقطع الزجاج، ويستخدم مسحوقهلصقل المعادن وتنعيمها، أما خشب الأبنوس عنده فإنه يضيء كاللؤلؤ، تفوح منه رائحة طيبةولا يطفو على الماء لأن ثقله النوعي أكثر من واحد، كما يشير إلى أن كل الأحجار الكريمة تطفو في الزئبق ما خلا الذهب فإنه يرسب فيهبفضل الثقل.ومن أبرز ما قام به البيروني أنه توصل إلى تحديد الثقل النوعيلـ 18 عنصرًا مركبًا بعضها من الأحجار الكريمة مستخدمًا الجهاز المخروطي، وقداستخرج قيم الثقل النوعي لهذه العناصر منسوبة إلى الذهب مرة وإلى الماء مرة أخرى،وله جداول حدَّد فيها قيم الثقل النوعي لبعض الأحجار الكريمة منسوبة إلى الياقوتعلى أساس الوزن النوعي للياقوت = 100 ثم إلى الماء.وفي ظاهرة الجاذبية كان البيروني، مع ابن الحائك،من الرواد الذين قالوا بأن للأرضخاصية جذب الأجسام نحو مركزها، وقد تناول ذلك في آراء بثَّها في كتب مختلفة،ولكنَّ أشهر آرائه في ذلك ضمَّنها كتابه القانون المسعودي.ومن المسائل الفيزيائية التي تناولها البيروني في كتاباته كذلكظاهرة تأثير الحرارة في المعادن، وضغط السوائل وتوازنها، وتفسير بعض الظواهرالمتعلقة بسريان الموائع، وظاهرة المد والجزر وسريان الضوء، فقد لاحظ أن المعادنتتمدَّد عند تسخينها، وتنكمش إذا تعرضت للبرودة.وأولى ملاحظاته في هذا الشأن كانت في تأثير تبايندرجة الحرارة في دقة أجهزة الرصد، حيث تطرأ عليها تغيرات في الطول والقصر في قيظ النهار وصقيع آخرالليل، وتعرض في كتابه الآثار الباقية عن القرون الخالية لميكانيكا الموائع؛ فشرحالظواهر التي تقوم على ضغط السوائل واتزانها وتوازنها، وأوضح صعود مياه النافوراتوالعيون إلى أعلى مستندًا إلى خاصية سلوك السوائل في الأواني المستطرقة.كما شرح تجمع مياه الآبار بالرشح من الجوانب حيثيكون مصدرها من المياه القريبة منها،وتكون سطوح ما يجتمع منها موازية لتلك المياه، وبيَّن كيف تفورالعيون وكيف يمكن أن تصعد مياهها إلى القلاع ورؤوس المنارات. وتحدث عن ظاهرة المدوالجزر في البحار والأنهار وعزاهما إلى التغير الدوري لوجه القمر.أما فيما يختص بسريان الضوء فقد فطن إلى أن سرعةالضوء تفوق سرعة الصوت، واتفق مع ابن الهيثم وابن سينا في قولهما بأن الرؤية تحدثبخروج الشعاع الضوئي من الجسم المرئي إلىالعين وليس العكس، كما يقرر أن القمر جسم معتم لا يضيء بذاتهوإنما يضيء بانعكاس أشعة الشمس عليه، وكان البيروني يشرح كل ذلك بوضوح تام، ودقةمتناهية في تعبيرات سهلة لا تعقيد فيها ولا التواء.العلم على فراش الموت!وبعد إنجازات مبهرة وحياة علمية حافلة بالعطاء، وفي رجب سنة440هـ م توفي البيروني رحمه الله، وفي خبر وفاته يحكي أبو الحسن علي بن عيسى فيقول/ 1048:دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه، فقال لي: كيف قلتَ لي يومًا في حساب الجدّاتالفاسدة؟ فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة؟ قال: يا هذا، أُودِّعالدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، أَلاَ يكون خيرًا من أن أخلِّيها وأنا جاهل بها؟فأعدتُ ذلك عليه وحفظ، وعلّمني ما وعد، وخرجت من عنده، وأنا في الطريق فسمعتالصراخ عليه!!وهكذا كان علماء المسلمين.. وهكذا كانت همتهم يوم أنناطحت السماء وسمت عليها، حتى أورثوا أمتهم حضارة علت على العلياء، وأبت علىالأعداء، وقادت البشرية جمعاء، وكانت سببًا مباشرًا في بناء الأمم والحضاراتاللاحقة..ونسأل الله عز وجل أن يعيد لأمتنا مجدها وريادتها، على سواعدأبنائها الذين يترسمون خُطى أجدادهم.
| |
|
Dr.MoH.MaDi عضو جديد
عدد المساهمات : 127 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/02/2010 العمر : 29 الإقامة : فى البيت وعلى النت وفى المدرسة
| موضوع: رد: أبو الريحان البيروني.. عالم فيزيائي السبت فبراير 27, 2010 6:57 pm | |
| شكرااااااااااااااااااااااا | |
|