سمومنباتية مصرية تقتل قواقع البلهارسيا ولا تؤذي الإنسان أو الحيوان
القاهرة:ضاحي عثمان
بعدان اثبتت الدراسات العلمية خطورة المواد الكيماوية المستخدمة في مقاومة قواقعالبلهارسيا في مصر وتلوث مياه الترع والمساقي وقنوات الري وتأثر الثروة السمكيةبدأ فريق علمي مصري بمعهد بحوث صحة الحيوان التابع لوزارة الزراعة المصرية فياستخدام مستخلصات نباتية طبيعية عند تركيزات معينة وأثبتت التجارب فعالية هذهالتركيزات في القضاء على قواقع البلهارسيا. ويقول الباحث الأول بمعامل الزقاريق التابعةللمعهد الدكتور صفوت ابراهيم لـ«الشرق الأوسط» ان فكرة استبدال بالمبيداتالكيماوية والعضوية والمخلقة الخلاصات النباتية استهدف حماية الانسان والحيوانوالثروة السمكية حيث تم الكشف عن وجود عدد من النباتات والاعشاب التي لها خاصيةسمية على قواقع البلهارسيا، وذلك باستخدام خلاصاتها عند تركيزات محددة ومعينة، ومنهذه النباتات «حب العزيزـ أوراق الخروع ـ الصبار ـ لبن الحمره ـ أزهار التاتورة ـالخلة الشيطاني ـ الدمسيسة ـ الثوم ـ بذور الكرفس ـ المقدونس ـ الجزر» مؤكدا انهتم فصل خلاصات من هذه النباتات والاعشاب والبذور على اساس المحتوى الكيماوي لهذهالاصناف ثم استخدمت هذه المستخلصات لمعرفة تركيزاتها المحددة ذات التأثير السميعلى القواقع وبعض اطوار البلهارسيا نفسها، موضحا انه ثبت بالدليل القاطع وبما لايدع مجالا للشك التأثير السمي القوي والفعال لهذه المستخلصات على القواقع وبعضاطوال الطفيل نفسه، وذلك عند تركيزات بسيطة وهو الامر الذي فتح ابواب الامل امامالفريق البحثي المصري لامكان التوسع في استخدام هذه المستخلصات في مقاومةالبلهارسيا وقواقعها واطوارها في مصر.
ويذكرالعالم المصري انه تم اجراء تجارب أخرى واسعة لبيان تأثير هذه المستخلصات علىالمياه ذاتها وعلى الثروة السمكية والزراعة والاستخدامات الاخرى لهذه المياه لدىالانسان والحيوان وذلك لكشف ما اذا كانت هناك خطورة أو أضرار بيئية لهذهالمستخلصات وتم الحصول على نتائج باهرة تثبت سلامة هذه المستخلصات بيئيا من كلالوجوه، من حيث سلامة المياه، وسلامة كل الكائنات الحية بها، باستثناء قواقعالبلهارسيا والاطوار المختلفة لها، مؤكدا ان خلاصة نبات الخلة مثلا تبين انتركيزاتها التي بلغت 3500 جزء من المليون أباد القواقع عند تركيز 166 جزءا منالمليونمنمن دون أي اضرار على سائر الكائنات الاخرى رغم ارتفاع التركيزات،وبفحصكرات الدم الحمراء لأسماك القراميط والبلطي النيلي لم يتبين أية تأثيرات ضارة عليهأمن هذه التركيزات العالية الامر الذي يشير الى مأمونية استخدام هذه الخلاصة مندون أية مساوئ بيئية على الاطلاق وهو الامر الذي يثبت سلامة الاعتماد علىالمستخلصات النباتية والاستغناء تماما عن أية مبيدات كيميائية او عضوية او مخلقةمشيرا الى ان التجارب ما زالت مستمرة على كل الانواع النباتية، لأن هذه الانواعالنباتية ذات الفوائد العظيمة منتشرة في البيئة المصرية خصوصا ان التركيزات التياستخدمتها التجارب اثبتت انها قليلة للغاية مما يعني عدم الحاجة الى كميات اضافيةفي هذه النباتات بخلاف ما هو موجود اصلا وبالتالي لا نحتاج الى مساحات كبيرةلزراعتها وان تكاليف هذه النباتات ومستخلصاتها اقل بكثير من تكاليف المبيدات غيرالطبيعية الاخرى.